اعترف محمد أبوتريكة نجم الأهلي و منتخب مصر بأنه تأخر كثيرا في اعلان تأييده للثورة ، و أكد أن تأخيره كان سببه الكثير من الأشياء، لم يعد هناك مجال للحديث عنها ، مشيرا الى أن كل المقربين منه كانوا علي علم بأنه كان مع الثورة منذ اندلاع شرارتها الأولي
.
و نفى أبوتريكة تعرضه لأي ضغوط من جهات عليا أو تلقيه تعليمات للنزول للميدان من اجل إقناع المتظاهرين بالرحيل بعد أن استجاب مبارك لعدد من مطالبهم ، وقال : لو كان هذا صحيحا ، لتواجدت في ميدان التحرير في وقت سابق ، وقبل أن تتحول المظاهرات إلي ثورة ، ولكنت ظهرت داعما للنظام في أي مناسبة ومن خلال أي وسيلة ، كل ما تردد غير صحيح على الإطلاق ، والبعض استغل صمتي ليوجه اتهاماته إلي حيث يشاء .
و أشار أبوتريكة الى أن كان قد عقد العزم علي الصمت حتى النهاية ، ولكن عندما عادت الأزمة إلي نقطة الصفر، قرر أن يكسر حاجز الصمت و يشارك .
و أكد أبوتريكة في سياق تصريحاته لمدونة عرب توب أنه شعر بعد القاء الرئيس مبارك بخطابه الثالث مساء الخميس الماضي بصدمة حقيقية، ورفضه مثل الملايين من الشعب، و قرر وقتها التخلي عن صمته، خاصة وان هذا الخطاب أعاد الأزمة إلي نقطة الصفر من جديد، من خلال تأكيد الرئيس علي بقائه.
و اعترف أبوتريكة بأنه كان يفكر في وقت من الأوقات بالمشاركة في الثورة متنكرا، ولأول مرة في حياته شعر أن الشهرة قيد حقيقي عليه ، مؤكدا أن زوجته لم تعلم بأمر نزوله لميدان التحرير ، إلا بعد عودته !.
وعن التفاصيل التي جرت في يوم نزوله ، قال أبو تريكة : لقد توجهت بسيارتي إلي حيث مقر النادي الأهلي بالجزيرة ، ووضعت سيارتي في جراج الأوبرا ، وفضلت أن اقطع المسافة بين مقر النادي الأهلي وميدان التحرير ، من خلال كوبري " قصر النيل " سيرا علي الأقدام ، وكنت أحاول قدر الإمكان إخفاء وجهي حتى أتمكن من الوصول سريعا للميدان واللحاق بخطبة الجمعة ، وعندما وصلت إلي الميدان ، تعرضت لموقف طريف للغاية وأنا أقف أمام احد الحواجز ، حيث طلب مني احد جنود الجيش إبراز بطاقتي الشخصية حتى يتفحصها ويتأكد من هويتي قبل أن يسمح لي بالدخول ،واكتشفت أنني نسيت بطاقتي في السيارة ، وقبل أن أقدم نفسي للمجند فوجئت بعدد من الشباب يصرخون وهو يهرولون نحوي .
وعن سر ارتدائه لجاكيت أسود اللون ، قال أبوتريكة : لقد علمت من الفضائيات انه بعد صلاة الجمعة سيؤدي الملايين من المتظاهرين صلاة رمزية علي روح شهداء الثورة ، وكنت حريصا علي المشاركة في هذه الصلاة ، وارتديت الجاكت الأسود لأنه في عرفنا وتقاليدنا بات رمزا للحزن والحداد.
أما عن مشاعره وهو يشارك الثوار في ميدان التحرير ، قال أبوتريكة : لقد شعرت بلحظة لا يمكنني أن أصفها ، كل ما يمكنني أن أقوله إننى شعرت أنني أقوم بعمل عظيم ، فهو أعظم عمل شاركت فيه في حياتي ، وهناك شعرت بأنني صغيرا للغاية أمام عمالقة من الشباب كانوا يقومون بعمل بطولي خارق ، أنا شاركت معهم فقط من خلال صلاة الجمعة ، وهم واجهوا الموت طوال أيام طويلة ، رابطوا في الميدان علي قلب رجل واحد ، وتحدوا كل الأخطار والمصاعب ، هل هناك أخطر ولا أصعب من مواجهة الموت كل لحظة من أجل مصلحة الوطن؟!.
و شدد اللاعب الخلوق على أنه لم يخشى أن يواجهه الثوار بأي شكل من أشكال العتاب أو الغضب ، مؤكدا أن هناك من عاتبه ولكنه كان عتاب الأحباب ، وتقبلته بصدر رحب، وكان معهم كل الحق.
و أشار أبوتريكة الى أنه بعد انتهاء صلاة الجمعة التف حوله الآلاف ، وهو ما دفع رجال الجيش للتدخل لتأمينه ، حتى أنه سمعه رجل عجوز ينظر إليهه وهو يصرخ " أبوس أيدك امشي يا أبوتريكة " فقد كان يخشي عليَه من الاختناق أو التعرض لإصابة بفعل اندفاع الثوار نحوه.
وعن أكثر العبارات التي هزته أثناء مشاركته ، قال أبوتريكة : أكثر ما هزني أن أحد الأطفال أمسك بيدي بقوة، وطالبني بالبقاء، وقال لي " ورحمة أخويا شهيد الثورة.. خليك معانا شوية " ، وعلمت أنه الأخ الأصغر لشهيد الثورة من أبناء المنصورة.
و أكد أبوتريكة أن هناك عشرات بل مئات المشاهد التي ستبقي خالدة في قلبي ومحفورة في عقلي ، ولكن هناك مشهد يعتبره الأعظم في حياته ، حيث قال : عندما كنا نؤدي صلاة الجمعة ، وكنا مئات الألوف ، بل ملايين ، كان من الصعب أن نسمع صوت الإمام ، وعندما كان الإمام يركع أو يسجد كنت أسمع بوضوح ما يطالبنا بالركوع والسجود ، وبعد الصلاة اكتشفت أن من كانوا ينقلون صوت الإمام إلي المصلين هم إخوة من الأقباط ، ياله من مشهد رائع ، ولا يمكنني أن أعبر عنه أو أصفه بكلمات، وأشكر الإخوة الأقباط أنهم منحوني شرف مشاهده أجمل لقطة في حياتي.
ونفى أبوتريكة في ختام تصريحاته معرفته بأن الثوار أطلقوا اسمه على أحمد المخيمات في ميدان التحرير ، و ضحك كثيرا عندما عرف أن هناك من نفى من الأساس تواجده في ميدان التحرير !.
0 Comments:
Post a Comment